ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف، ومجيء الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته:
" هاتوا ماء لملاقاة العطشان. يا سكان أرض تيماء، وافوا الهارب بخبزه".
وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.
ويذكر المؤرخون (الإخباريون) العرب نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود الى الحجاز كان في زمن موسى عليه السّلام عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم ابنا لملك العماليق. فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء (?) ثم انتقل معظمهم إلى يثرب (?) . فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص. وكان تاريخ مخاطبة اشعياء لاهل تيماء في هذا الاصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد.
ويفيد الوحي إلى أشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون: " فإنهم من أمام السيوف قد هربوا".
ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة، مما يدل على أن الهروب كان منهم، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة: