ويطلع أهل الجنة على ما بني لهم في الجنة من مساكن طيبة حسنة كما قال تعالى: وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة: 72] ، تحيط بها الحدائق الغدقة والبساتين النضرة التي فيها من كل الثمرات، وأشجارها دائمة الثمر والظل يحيط بالمساكن التي تجري من تحتها الأنهار، والتي لا يسمع فيها لغو ولا تأثيم، وليس فيها نصب ولا صخب، فيشاهد أهل الجنة ما وصف الله ورسوله لهم من:
قال تعالى: لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ (20) [الزمر: 20] .
وقال تعالى: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ [سبأ: 37] .
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ في الجنّة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام إليه أعرابيّ فقال لمن هي يا رسول الله؟
قال هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطّعام وأدام الصّيام وصلّى لله بالللّيل والنّاس نيام) «1» .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أهل الجنّة يتراؤن أهل الغرف من فوقهم كما يتراؤن الكوكب الدّرّيّ الغابر في الأفق ... ) «2» .