الخوف والبرد، قال حذيفة: فكأني أمشي في حمام (?) ، حتى أتيتهم، فإذا أبو سفيان يصلي (?) ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد قوسي، وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تذعرهم عليّ، ولو رميته لأصبته، وهو يقول: الرحيل الرحيل، ثم إني شجعت نفسي فدخلت العسكر، فإذا أدنى الناس مني بنو عامر، يقولون: يا آل عامر، الرحيل الرحيل، لا مقام لكم، وإذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبرا، فو الله إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم، الريح تضرب بها، ثم إني خرجت نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما انتصف بي الطريق أو نحو من ذلك، إذا أنا بنحو من عشرين فارسا أو نحو ذلك معتمين، فقالوا: أخبر صاحبك أن الله قد كفاه، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كأنما أمشي في حمام، فأصابني البرد حين رجعت وقررت، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر القوم وأني تركتهم يرحلون، وألبسني من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، وكان إذا حزبه (?) أمر صلّى، فلم أبرح نائما حتى الصبح، فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا نومان (?) .
وأنزل الله تعالى في كتابه ذكر هذه الحادثة، وذكر حال المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب فيها، وكيف تم النصر، فقال سبحانه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما