بعد أن أخرج الكفار المسلمين من ديارهم وأموالهم، كانت وقعة بدر أول لقاء مسلح كبير بين الكفر والإيمان، حيث خرج كفار قريش في بطر ورياء وغطرسة لحماية قافلتهم التجارية من هجوم المسلمين.
استعد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقتال حراس القافلة ذوى العدد المحدود، وكان المشركون قد استعدوا للحرب، فبلغ عددهم ما يقرب من الألف ومعهم سبعون فارسا، والجيش الإسلامي لا يتعدى ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا تقريبا، ومعهم فارسان فقط. ولما كان الجيشان غير متكافئين، واللقاء حتمي بينهما، أيد الله جيش الإسلام والنبوة بآيات خارقة للسنن المعروفة، ومن ذلك:
حيث أنزل الله سبحانه من السماء ماء كان رحمة على المؤمنين. قال تعالى:
وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ [الأنفال: 11] ، فذكر سبحانه أنّه أنزل المطر على المؤمنين لأربعة أسباب: للتطهير من الحدث، ولإذهاب وسوسة الشيطان، ولتثبيت القلوب، ولتلبيد الأرض الرملية في بدر لتثبت عليها أقدام المؤمنين في سيرهم.
قال مجاهد: أنزل الله المطر فأطفأ الغبار وتلبدت الأرض وطابت نفوسهم وثبتت أقدامهم (?) ، وقال عروة بن الزبير:
بعث الله السماء وكان الوادي دهسا (?) ، فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه