الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجا من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة، فلذلك صار البرهان به أظهر «1» . «2» .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل هل يعفّر محمّد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل نعم فقال واللات والعزّى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته أو لأعفّرنّ وجهه في التّراب! قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلّي زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلّا وهو ينكص «3» على عقبيه ويتّقي بيديه! قال فقيل له ما لك؟ فقال إنّ بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا منّي لاختطفته الملائكة عضوا عضوا!!، وفي ذلك قوله: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18) كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) [العلق: 9- 19] «4» .