* الآيات التي تجرد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من نسبة الوحي إليه إذا قرأت القرآن وجدت فيه الآيات التي تجرد النبي صلى الله عليه وسلم من أن يكون له في القرآن مشاركة أو نصيب في تأليفه، بل يصفه القرآن بأنه كان قبل نزول القرآن لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، ويمتن عليه بأن الله آتاه الكتاب والحكمة، بل يذكر أنّه لم يكن له رجاء في نزول الوحي عليه.
قال تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
[النساء: 113] .
وقال سبحانه: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ [الشورى: 52] .
وقال سبحانه: وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ.
[القصص: 86]
فلو كان القرآن العظيم بما احتوى عليه من معجزات بهرت البشر من تأليف محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما تنصّل من نسبته إليه، بل لكان أعظم مفخرة له أن ينسب إلى نفسه ما تفوّق به على جميع البشر ولكنه لم يفعل، بل تلا على الناس ما أنزله الله عليه من أنه لو قال شيئا من قبل نفسه ونسبه إلى الله سبحانه لعاقبه ربه- سبحانه- على ذلك أشد العقوبة. قال سبحانه: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47) [الحاقة: 44- 47] ، أي لو كان محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- مفتريا علينا كما يزعم الكافرون ... لأخذنا منه بيمينه ثم لقطعنا منه العرق المتصل بالقلب (الوتين) ، ولا يستطيع أحد من البشر عندئذ