وقد تحقق ذلك الوعد فخلال قرن من الزمان انتصر المؤمنون على الدولتين العظيمتين في ذلك الوقت وفتحوا الأرض شرقا وغربا ودانت لهم شعوبها بالإسلام ودخلوا في دين الله أفواجا.
ومن أمثلة الإخبار بغيب المستقبل أن يقرر القرآن أن أشخاصا معينين بأسمائهم لن يسلموا وأنهم سيموتون على الكفر، وكان بإمكانهم أن يكذبوا القرآن ولو تظاهروا بالإسلام تظاهرا، ولكنهم لم يخرجوا عما قرره القرآن في حقهم، بالرغم من إسلام الأعداد الكثيرة ممن كانوا أشد الناس عداوة له. ومن ذلك ما ذكره سبحانه عن أبي لهب أنه من أهل النار.
قال تعالى تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (?) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) [المسد: 1- 4] وكذلك إخباره عن الوليد بن المغيرة أنه سيصلى النار قال تعالى: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) [المدثر: 26] وكان الأمر كذلك فمات أبو لهب كافرا، ومات الوليد كافرا، إلى غير ذلك من الأمثلة «1» .
ب- الشريعة العظيمة التي احتوى عليها:
لا يستطيع أحد أن ينظم بدقة وإحاطة أمر مصنوع من المصنوعات إلا إذا كان على علم بأسرار ذلك المصنوع فتأتي إرشاداته وتوجيهاته محققة للسير الصحيح.
ومن تأمل في أحوال البشرية وجدها في اضطراب وفساد على الدوام، لكنها عند ما طبقت شريعة الله التي جاء بها رسله استقر أمرها وصلح حالها وختم الله