أغمي عليه عندما رأى علامة خاتم النبوة على مولود في مكة من غير بني إسرائيل «1» ؛ لأنه وقومه اليهود كانوا يتمنون أن يكون من بني إسرائيل.
ومن الإرهاصات في أول طفولته البركة التي حلت في بيت مرضعته حليمة السعدية حيث كانت أنعامهم تروح شباعا ممتلئة باللبن الكثير، بينما كانت تلك البلاد مجدبة والناس يشكون جوع الأنعام «2» .
ومن الإرهاصات حادثة شق الصدر، وهو صغير أخبر أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه واستخرج القلب ثم شق القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه فأعاده مكانه وجعل الغلمان يسعون إلى أمه [أي مرضعته] فقالوا: إن محمدا قد قتل!! فجاؤه وهو منتقع اللون، قال أنس: فلقد كنت أرى أثر المخيط في صدره «3» .
مع أنه شاب عاش في بيئة جاهلية وبين جاهليين، لم يذكر عنه شيء من الرذائل، ولو عرف شيء من ذلك لعيب به، لا سيما مع حرصهم الشديد على إلصاق التهم- الكاذبة- به بعد نبوته.
ومع ذلك عاش محفوظا من الرذائل طوال عمره. وقد قال سبحانه: أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) [المؤمنون: 69] .
وقال- سبحانه- مرشدا رسوله أن يقول لهم: ... فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ [يونس: 16] .