وكما في قصّة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصّخرة، فدعوا الله بصالح أعمالهم ففرّج عنهم1، وهو التوسل المذكور في الآيتين الكريمتين اللتين استدل بهما المخالف، فهو التقرّب إلى الله - تعالى - بالأعمال الصّالحة.

4 - التوسل إلى الله - تعالى - بدعاء الصالحين، بأن تأتي إلى عبدٍ صالحٍ حيٍ، وتقول له: ادع الله لي، كما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: "لا تنسنا يا أخي من دعائك" 2، وكما كان الصحابة - رضي الله عنهم - يطلبون من النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، ويطلب بعضهم من بعض الدعاء.

أمّا التوسل الممنوع: فهو التوسل بذوات المخلوقين وحقهم وجاههم، كأن يقول قائل: "أسألك بفلان، أو بحق فلان، أو جاهه حيا أو ميتا".

فإن هذا بدعة محرّمة، ووسيلة من وسائل الشرك، وإن تقرّب صاحبه إلى المخلوق المتوسل به بشيء من أنواع العبادة فهو الشرك الأكبر، نعوذ بالله من ذلك، كأن يذبح للولي، أو ينذر لقبره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015