والشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه ممن رضي الله قوله وعمله، وهو المؤمن الموحِّد، كما قال تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى} 1.
وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} 2.
وقال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} 3.
فالله لم يرخص في طلب الشفاعة من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من الأصنام، لأنها ملكه وحده، ومنه تطلب: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} 4.
فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع، وإن لم يأذن له لم يتقدم في الشفاعة بين يديه، وليس الأمر كما يحصل عند المخلوقين من تقدم الشفعاء إليهم وإن لم يأذنوا لهم، ويقبلون شفاعتهم ولو لم يرضوا بها، فإن المشفوع عنده من المخلوقين يحتاج إلى الشافع ومعاونته، فيضطر لقبول