{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ} 1.

والعبادة حق الله على عباده، كما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ "قال: "حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله: أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئا" 2.

وهذا الحق هو أوّل الحقوق على الإطلاق لا يسبقه شيء ولا يتقدمه حق أحد. قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} 3 الآية.

وقال تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} 4 الآيات.

ولأسبقية هذا الحق وأولويته على سائر الحقوق، وكونه الأساس الذي ينبني عليه سائر أحكام الدين؛ نرى النّبيّ لبث في مكّة ثلاث عشرة سنة يدعو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015