ومن تظاهر بجحد هذا النّوع من التّوحيد كفرعون فهو مقرٌّ به في الباطن، كما قال الله - تعالى - عنه: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} 1، وقال عنه وعن قومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} 2.

وقال تعالى عن الأمم الأولى: {وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} 3.

وهذا النوع من التّوحيد كما لم يذهب إلى جحده طائفةٌ معروفةٌ من بني آدم، كذلك في الغالب لم يقع فيه شرك، فالكل مقرون بأنّ الله هو المنفرد بالخلق والتّدبير، ولم يثبت عن أحد من طوائف العالم إثبات خالقين متساويين في الصّفات والأفعال، فالثانوية من المجوس الذين يجعلون للعالم خالقين: خالقا للخير وهو النّور،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015