يَقُول: " رمي إِلَيْنَا جراب فِيهِ طَعَام وشحم يَوْم خَيْبَر، فَوَثَبت لآخذه، قَالَ: فَالْتَفت [فَإِذا] رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ ". وَذكره مُسلم.
وَهُوَ مُؤَكد لما قُلْنَاهُ؛ فَإِنَّهُ يفهم أَنه لم يَأْخُذهُ، حَيَاء من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَقد رَوَاهُ مُسلم بن إِبْرَاهِيم، وَعَفَّان بن مُسلم، عَن شُعْبَة، فنصا على هَذَا الْمَعْنى، فَقَالَا فِيهِ: " فَتَبَسَّمَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَاسْتَحْيَيْت أَن آخذه ".
ذكره ابْن أَيمن عَن ابْن أبي خَيْثَمَة عَنْهُمَا.
وَالْمَقْصُود الْآن لَيْسَ هَذَا، وَلَكِن زِيَادَة مفيدة لما أُرِيد، رَافِعَة مَا أبهمته هَذِه الْأَحَادِيث أَو احتملته، وَهِي مَا ذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده قَالَ: حَدثنَا شُعْبَة وَسليمَان بن الْمُغيرَة الْقَيْسِي، كِلَاهُمَا عَن حميد بن هِلَال الْعَدوي، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ يَقُول: دُلي ج [راب من شَحم يَوْم خَيْبَر، فَأَخَذته فالتزمته، فَقلت] : / هَذَا لي، لَا أعطي أحدا مِنْهُ شَيْئا، فَالْتَفت فَإِذا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ.
قَالَ سُلَيْمَان فِي حَدِيثه: وَلَيْسَ فِي حَدِيث شُعْبَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " هُوَ لَك ".
فَهَذِهِ الزِّيَادَة نَص فِي إِبَاحَته لَهُ، وَهِي صَحِيحَة الْإِسْنَاد، وَلَا تنَاقض شَيْئا مِمَّا تقدم.
(2844) وَذكر من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا دخلت على أَخِيك فَكل من طَعَامه وَلَا تسأله، وَإِذا سقاك فَاشْرَبْ من