أَن قَالَ: عَارض هَذَا الحَدِيث حَدِيث ابْن عمر أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ لَا يرفع بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَوَائِل صحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَيَّامًا قَلَائِل، وَابْن عمر صَحبه حَتَّى توفّي، فَحَدِيثه أولى أَن يُؤْخَذ بِهِ وَيتبع. انْتهى قَوْله.
فَأَقُول: لَا مُعَارضَة بَين حَدِيث وَائِل وَحَدِيث ابْن عمر على الموطن الَّذِي هُوَ مَا بَين السَّجْدَتَيْنِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ فيهمَا ذكر، وَأَبُو عمر هُوَ الَّذِي نزلهما على ذَلِك، وَذكر حَدِيث: " كَانَ لَا يرفع بَين السَّجْدَتَيْنِ ".
وَأَبُو مُحَمَّد [ ... .] / بَين السَّجْدَتَيْنِ هُوَ حَدِيث سَالم عَن أَبِيه، ذكره مُسلم، وَلم يذكرهُ أَبُو مُحَمَّد.
والآن بلغنَا إِلَى الْغَرَض فَنَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق -: إِن هذَيْن الموطنين اللَّذين هما مَا بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَمَا بَين السُّجُود حِين النهوض إِلَى ابْتِدَاء الرَّكْعَة، قد صَحَّ فيهمَا الرّفْع من حَدِيث ابْن عَبَّاس، وَابْن عمر، وَمَالك بن الْحُوَيْرِث.
قَالَ النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى الْبَصْرِيّ، حَدثنِي النَّضر بن كثير أَبُو سهل الْأَزْدِيّ، قَالَ: صلى إِلَى جَنْبي عبد الله بن طَاوس بمنى فِي مَسْجِد الْخيف، وَكَانَ إِذا سجد السَّجْدَة الأولى فَرفع رَأسه مِنْهَا، رفع يَدَيْهِ تِلْقَاء وَجهه، فأنكرت أَنا ذَلِك، فَقلت لوهيب بن خَالِد: إِن هَذَا يصنع شَيْئا لم أر أحدا يصنعه، فَقَالَ لَهُ وهيب: تصنع شَيْئا لم أر أحدا يصنعه، فَقَالَ عبد الله بن طَاوس: رَأَيْت أبي يصنعه [وَقَالَ أبي: رَأَيْت ابْن عَبَّاس يصنعه، وَقَالَ ابْن عَبَّاس: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصنعه] .