حرصا وَلَا تعد ".

فَلَيْسَ فِي هَذَا إِلَّا الرُّكُوع قبل أَخذ الْمَكَان من الصَّفّ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنه مَشى رَاكِعا إِلَى الصَّفّ، فَلَعَلَّهُ أتم صلَاته حَيْثُ ركع.

وَحَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة بَين ذَلِك، فَلذَلِك اسْتحق أَن يَقُول فِيهِ أَبُو مُحَمَّد: إِنَّه أبين، وَلَكِن مَعَ ذَلِك بَقِي عَلَيْهِ أَن يذكر مَا يبين أَن مَشْيه إِلَى الصَّفّ كَانَ رَاكِعا، فَإِن حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة الْمَذْكُور لم يبين ذَلِك، بل يحْتَمل أَن يكون مَشى إِلَيْهِ رَاكِعا، وَأَن يكون مَشى إِلَيْهِ قَائِما بعد رفع الرَّأْس من الرُّكُوع، أَو بعد أَن فرغ من السُّجُود، حَتَّى يكون مَشْيه فِي الْقيام من الرَّكْعَة الثَّانِيَة.

وَالَّذِي يبين الْمَقْصُود، هُوَ رِوَايَة حجاج بن الْمنْهَال، عَن حَمَّاد بن سَلمَة. قَالَ عَليّ بن عبد الْعَزِيز فِي منتخبه: حَدثنَا الْحجَّاج بن الْمنْهَال حَدثنَا حَمَّاد [أخبرنَا زيد الأعلم ع] ن الْحسن، عَن أبي بكرَة أَنه دخل الْمَسْجِد وَرَسُول الله / - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي وَقد ركع، فَرَكَعَ ثمَّ دخل الصَّفّ وَهُوَ رَاكِع، فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أَيّكُم دخل الصَّفّ وَهُوَ رَاكِع؟ " فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة: أَنا، فَقَالَ: " زادك الله حرصا وَلَا تعد ".

وَهَكَذَا هُوَ فِي مُصَنف حَمَّاد بن سَلمَة.

وبهذه الزِّيَادَة يتَبَيَّن أَن الَّذِي أنكر عَلَيْهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنَّمَا هُوَ أَن دب رَاكِعا، وَقد كَانَ هَذَا متنازعا فِيهِ، فَمن النَّاس من قَالَ: إِنَّمَا قَالَ لَهُ: " لَا تعد " أَي إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015