قَالَ: لما بَايع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النِّسَاء، قَالَت امْرَأَة جليلة، كَأَنَّهَا من نسَاء مُضر: يَا نَبِي الله، إِنَّا كل على أَبْنَائِنَا، وَآبَائِنَا، وَأَزْوَاجنَا، فَمَا يحل لنا من أَمْوَالهم؟ قَالَ: " الرطب تأكلنه وتهدينه ".
ثمَّ اتبعهُ أَن قَالَ: سعد هَذَا لَيْسَ ابْن أبي وَقاص، والْحَدِيث مُرْسل، قَالَه ابْن الْمَدِينِيّ. انْتهى كَلَامه.
فَأَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق -: إِن الَّذِي حمل ابْن الْمَدِينِيّ على هَذَا، هُوَ أَن هشيما رَوَاهُ عَن يُونُس بن عبيد، عَن زِيَاد بن جُبَير، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث سَعْدا على الصَّدَقَة. الحَدِيث.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ - لما ذكر الِاخْتِلَاف على يُونُس بن عبيد -: يُقَال: إِن سَعْدا هَذَا رجل من الْأَنْصَار، وَلَيْسَ سعد بن أبي وَقاص، وَهُوَ أصح إِن شَاءَ الله.
انْتهى كَلَامه.
فَهَذَا هُوَ الَّذِي رأى أَبُو مُحَمَّد لأَجله أَن الحَدِيث مُرْسل، وَأَن سَعْدا لَيْسَ هُوَ ابْن أبي وَقاص، وَالَّذِي يجب أَن يُقَال بِهِ فِيهِ هُوَ خلاف هَذَا، وَهُوَ أَن سَعْدا، هُوَ ابْن أبي وَقاص، وَأَن الحَدِيث لَيْسَ بمرسل - أَعنِي فِي رِوَايَة هشيم عَن يُونُس بن عبيد - وَذَلِكَ أَن عبد السَّلَام بن حَرْب - وَهُوَ حَافظ - وَالثَّوْري - وَهُوَ إِمَام - روياه عَن يُونُس بن عبيد، فَقَالَا فِيهِ: عَن زِيَاد بن جُبَير، عَن سعد.
أما رِوَايَة عبد السَّلَام بن حَرْب، فَهِيَ هَذِه الَّتِي سَاق أَبُو مُحَمَّد من طَرِيق أبي دَاوُد، فَإِنَّهُ عِنْده من رِوَايَة عبد السَّلَام.