بَاب: أَيْن تصلي رَكعَتَا الطّواف؟ تَجِد فِيهِ: أخبرنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، عَن يحيى، عَن ابْن جريح، عَن كثير بن كثير، عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حِين فرغ من سَبْعَة، جَاءَ حَاشِيَة المطاف، فصلى رَكْعَتَيْنِ لَيْسَ بَينه وَبَين الطّواف أحد ".

وَفِي كتاب الْحَج عِنْد أبي دَاوُد فِي تَرْجَمَة نَصهَا: بَاب فِي مَكَّة: حَدثنَا ابْن حَنْبَل، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، قَالَ: حَدثنِي كثير بن كثير بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة، قَالَ: حَدثنِي بعض أَهلِي بِحَدِيث عَن جدي، أَنه رأى النَّبِي [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِمَّا يَلِي] بَاب بني سهم، وَالنَّاس يَمرونَ بَين يَدَيْهِ وَلَيْسَ بَينهمَا [ستْرَة، قَالَ سُفْيَان: وَلَيْسَ بَينه وَبَين] الْكَعْبَة ستْرَة.

قَالَ سُفْيَان: كَانَ ابْن جريح أخبرنَا عَنهُ، قَالَ: حَدثنَا كثير عَن أَبِيه، فَسَأَلته، فَقَالَ: " فَلَيْسَ من أبي سمعته، وَلَكِن من بعض أَهلِي عَن جدي " انْتهى مَا ذكر أَبُو دَاوُد.

وَفِيه بَيَان الِانْقِطَاع الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي كِتَابه الْكَبِير من عِنْد أبي دَاوُد، وَتبين مِنْهُ أَن رِوَايَة ابْن جريح مُنْقَطِعَة، فَإِنَّهُ ذكر أَن سُفْيَان رَاجع كثيرا وَسَأَلَهُ مِمَّن سَمعه، فَأخْبر أَنه لم يسمعهُ من أَبِيه، وَإِنَّمَا حَدثهُ بِهِ بعض أَهله.

وَثَبت بِالْجَمِيعِ مقصودنا، وَهُوَ بَيَان الْغَلَط فِي ذكر الْعَبَّاس فَقَط، أَو بِزِيَادَة " عَن عبد الملطب " فِي هَذَا الحَدِيث، وَأَنه لَا مدْخل لَهُ هُنَا.

وَقد ذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا الحَدِيث وَاخْتِلَاف النَّاس فِيهِ، وَذكر خلافًا عَن ابْن جريج، وَصوب رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة، ومراجعته كثيرا، وسؤاله هَل سَمعه من أَبِيه أم لَا، وَالله الْمُوفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015