وَقفه، وَلَكِن شيخ الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ وَهُوَ عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد لَا تعرف حَاله، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ، الْمَعْرُوف بِابْن الْجمال، وَقد ذكره الْخَطِيب وَعرف برواته وتاريخ وَفَاته، غير حَاله فَلم يعرض لَهَا وَلَعَلَّه سيوجد فِيهِ تَعْرِيف بِحَالهِ، أَو يُوجد الحَدِيث بِإِسْنَاد غَيره إِلَى عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار.

فَأَما الْآن فَهُوَ عِنْدِي غير صَحِيح، وَأَصَح مِنْهُ وَأولى بِأَن يكون فِي هَذَا الْبَاب، حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: لقِيت رجلا صحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا صَحبه أَبُو هُرَيْرَة أَربع سِنِين قَالَ: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يمتشط أَحَدنَا كل يَوْم، أَو يتبول فِي مغتسله، أَو يغْتَسل الرجل بِفضل الْمَرْأَة، أَو الْمَرْأَة بِفضل الرجل، وليغترفا جَمِيعًا ".

يرويهِ النَّسَائِيّ عَن قُتَيْبَة، عَن أبي عوَانَة، عَن دَاوُد الأودي، عَن حميد.

وَدَاوُد هَذَا وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ، وَغلط أَبُو مُحَمَّد بن حزم فِيهِ غَلطا قد بَيناهُ عَلَيْهِ فِي أَمْثَاله، وَسبق إِلَى ذَلِك أَبُو بكر بن مفوز وَذَلِكَ [أَن ابْن حزم قَالَ: إِن كَانَ دَاوُد عَم ابْن إِدْرِيس فَهُوَ] ضَعِيف وَإِن [كَانَ غَيره فَهُوَ مَجْهُول وَابْني عَم ابْن] إِدْرِيس، هُوَ دَاوُد بن يزِيد الأودي، فَأَما هَذَا فَهُوَ دَاوُد بن عبد الله الأودي، وَقد وَثَّقَهُ من ذكرنَا وَغَيرهم.

وَقد كتب الْحميدِي إِلَى ابْن حزم من الْعرَاق يُخبرهُ بِصِحَّة هَذَا الحَدِيث وَبَين لَهُ أَمر هَذَا الرجل، فلآ أَدْرِي، أرجع عَن قَوْله أم لَا؟

وأظن أَن أَبَا مُحَمَّد: عبد الْحق، إِنَّمَا عَنى بقوله: خرجه النَّسَائِيّ أَيْضا، هَذَا الحَدِيث، فَإِنَّهُ لم يخرج حَدِيث عبد الله بن سرجس، وَلم يكن يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُول ذَلِك حَتَّى يبين أَنه من رِوَايَة غير عبد الله بن سرجس، إِلَّا أَن يكون اعْتقد أَن هَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015