والحضرمي، هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْكُوفِي الملقب بمطين مُحدث وقته.

فَإِن قلت: فَإِن الْجريرِي مختلط [قُلْنَا: رَوَاهُ عَنهُ حَمَّاد بن زيد، وَهُوَ روى عَنهُ قبل الِاخْتِلَاط، وَقد ذكر لَهُ أَبُو مُحَمَّد جملَة من الْأَحَادِيث] على شَرط [البُخَارِيّ وَسكت عَنْهَا، وَلم يذكر عَنْهَا] شَيْئا.

وعد إِلَى بَاب الْأَحَادِيث المصححة بسكوته، حَتَّى ترى عمله فِي أَحَادِيث الْجريرِي، فقد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهَا فِي مَوضِع وَاحِد مِنْهُ.

(2427) وَذكر أَيْضا فِي كتاب الْعلم من طَرِيق أبي دَاوُد، حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من تعلم علما مِمَّا يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله تَعَالَى، لَا يتعلمه إِلَّا ليصيب بِهِ غَرضا من الدُّنْيَا لم يجد عرف الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة ".

وَفِي إِسْنَاده عِنْد أبي دَاوُد، فليح بن سُلَيْمَان، وَقد بَينا أمره فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي سكت عَنْهَا مصححاً لَهَا.

ونريد الْآن بَيَان أَنه قد رُوِيَ مَعْنَاهُ صَحِيحا من حَدِيث ابْن عمر، قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عَليّ بن نصر، حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد الْهنائِي، حَدثنَا عَليّ بن الْمُبَارك، عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، عَن خَالِد بن دريك، عَن ابْن عمر عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من تعلم علما لغير الله، أَو أَرَادَ بِهِ غير الله، فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015