فجَاء من هَذَا جودة هَذَا الحَدِيث وَصِحَّته، وَلَعَلَّه مَقْصُود أبي مُحَمَّد، فاعلمه.
(2422) وَذكر من طَرِيق أبي دَاوُد، حَدِيث أَبيض بن حمال فِي إقطاع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِيَّاه الْملح بمأرب، وَفِيه قَوْله: " مَا يحمى من الْأَرَاك ".
وَسكت عَنهُ فِي بَاب الإقطاع من كتاب الْجِهَاد، ثمَّ أَعَادَهُ فِي بَاب الْحمى بعد حَدِيث آخر لأبيض بن حمال، ثمَّ قَالَ: أصح هَذَا الْأَحَادِيث، حَدِيث الصعب بن جثامة. يَعْنِي فِي أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حمى البقيع هُوَ الَّذِي يعول عَلَيْهِ فَاحْتمل هَذَا الْكَلَام بِقَرِينَة سُكُوته عَنهُ فِي الإقطاع، وبإعراضه عَن رِجَاله أَن يكون عِنْده صَحِيحا، وَيكون معنى: " أصح هَذِه الْأَحَادِيث " تَرْجِيح صَحِيح على صَحِيح، وَاحْتمل بإبرازه من إِسْنَاده بعضه أَن يكون تَبرأ من عهدته، فَيكون هَذَا الْكَلَام تضعيفاً، وَالْحَدِيثَانِ ضعيفان:
أما حَدِيث: " لَا حمى فِي الْأَرَاك " فللجهل بِحَال ثَابت بن سعيد وَأَبِيهِ سعيد بن أَبيض بن حمال.
وَأما حَدِيث " إقطاع الْملح، وَحمى مَا لم تنله أَخْفَاف الْإِبِل " فبخمسة مجهولين قد بيناهم فِي بَاب الْأَحَادِيث الَّتِي صححها بسكوته عَنْهَا، فَاعْلَم ذَلِك.