وَهُوَ قرشي، وَالْآخر ضبارة بن مَالك، وَهُوَ حضرمي.
وَهَكَذَا ذكرهمَا البُخَارِيّ، فَإِنَّهُ بعد أَن ذكر ضبارة بن مَالك بن أبي السليك، أَبَا شُرَيْح الْحَضْرَمِيّ، قَالَ: وَلَهُم شيخ آخر يُقَال لَهُ: ضبارة بن عبد الله
الْقرشِي، قَالَه لنا إِسْحَاق.
فنص - كَمَا ترى - على أَنَّهُمَا رجلَانِ إِلَّا أَنه جعل ابْن مَالك مِنْهُمَا ابْن أبي السليك، وَفِي إِسْنَاد الحَدِيث الْمَذْكُور أَن ابْن عبد الله، هُوَ ابْن أبي السليك، فَلَا أَدْرِي مَا هَذَا؟
وَأَنا أستبعد أَن يكون ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك الْقرشِي، وضبارة ابْن مَالك بن أبي السليك الْحَضْرَمِيّ رجلَيْنِ، وأخاف أَن يَكُونَا وَاحِدًا، اخْتلف فِيهِ على بَقِيَّة، أَو اضْطربَ هُوَ فِيهِ، أَو يكون كَمَا اعْتقد فِيهِ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ، أَنه ضبارة بن عبد الله بن مَالك بن أبي السليك، أَبُو شُرَيْح الْقرشِي.
وَيبقى عَلَيْهِ أَن يجمع إِلَى كَونه قرشيا أَن يكون بولاء أَو حلف لإحدى القبيلتين.
وكيفما كَانَ الْأَمر فِيهِ، فَإِنَّهُ مَجْهُول، أَو أَنَّهُمَا مَجْهُولَانِ، فَاعْلَم ذَلِك.
(2220) وَذكر من طَرِيق البُخَارِيّ، عَن أنس عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي دُعَاء ذكره: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْهم والحزن ".