يتَبَيَّن ذَلِك من حَدِيث التِّرْمِذِيّ، قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج، أَخْبرنِي عبيد الله بن أبي يزِيد، عَن سِبَاع ابْن ثَابت، أَن مُحَمَّد بن ثَابت بن سِبَاع، أخبرهُ، أَن أم كرز أخْبرته أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْعَقِيقَة، فَقَالَ: " عَن الْغُلَام شَاتَان، وَعَن الْأُنْثَى شَاة، لَا يضركم أذكرانا كن أم إِنَاثًا ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
كَذَا ذكره، وَلم يذكر فِيهِ: " أقرُّوا الطير على مكناتها ".
فَهُوَ - كَمَا ترى - يُورث شكا فِي سَماع سِبَاع بن ثَابت من أم كرز بِمَا زَاد من مُحَمَّد بن ثَابت بن سِبَاع، وَقد ذكر أَبُو مُحَمَّد - بعد هَذَا - فِي الْعَقِيقَة حَدِيث أم كرز: " عَن الْغُلَام شَاتَان ". من رِوَايَة حَمَّاد بن زيد، عَن عبيد الله بن أبي يزِيد، عَن سِبَاع بن ثَابت، عَن أم كرز.
وَسكت عَنهُ أَيْضا، مصححا لَهُ.
وَتبين عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ أَن ذَلِك هُوَ الصَّوَاب، وَأَن عبيد الله سمع من سِبَاع، وَأَن سِبَاع سمع من أم كرز. فتجيء رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة - بِإِدْخَال أبي يزِيد وَالِد عبيد الله بَين عبيد الله وَبَين سِبَاع ابْن ثَابت - وهما.
وَكَذَلِكَ رِوَايَة عبد الرَّزَّاق - بِإِدْخَال مُحَمَّد بن ثَابت بن سِبَاع، بَين سِبَاع