مُعْتَقدًا أَنه لَيْسَ فِيهِ تَكْلِيف، وَالْأول أظهر من حَاله لوَجْهَيْنِ:

أَحدهمَا: بَيَان مُقْتَضَاهُ الدَّاخِل فِي بَاب التَّكْلِيف دُخُولا بَينا، وَذَلِكَ أَنه جعل هَاتين الخصلتين مبرئتين للمتصف بهما من النِّفَاق.

وَالثَّانِي: أَنه لما أوردهُ فِي كِتَابه الْكَبِير اعتنى من إِسْنَاده بِذكر خلف بن أَيُّوب رَاوِيه، فَقَالَ: روى عَنهُ أَبُو كريب، وَمُحَمّد بن مقَاتل، وَأَبُو معمر، وَإِن ابْن أبي حَاتِم سَأَلَ عَنهُ أَبَاهُ فَقَالَ: " يرْوى عَنهُ ".

فَكَانَ هَذَا من فعله يدل على أَنه قبله بِاعْتِبَار رِوَايَة جمَاعَة عَنهُ، وَأَنه لم يضعف، وَقد خَفِي عَلَيْهِ من أمره مَا نذكرهُ بعد إِسْنَاد الْخَبَر.

قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو كريب: مُحَمَّد بن الْعَلَاء، حَدثنَا خلف بن أَيُّوب العامري، عَن عَوْف، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، فَذكره.

قَالَ التِّرْمِذِيّ: " هَذَا حَدِيث غَرِيب، لَا نعرفه من حَدِيث عَوْف إِلَّا من رِوَايَة هَذَا الشَّيْخ: خلف بن أَيُّوب، وَلم أر أحدا يروي عَنهُ غير أبي كريب وَلَا أَدْرِي كَيفَ هُوَ؟ ". انْتهى كَلَام التِّرْمِذِيّ.

فَأَقُول - وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق - هَذَا الرجل مرجئ، ويروي عَن قيس، وعَوْف الْأَعرَابِي، الْمَنَاكِير، قَالَه أَحْمد بن حَنْبَل، ذكر ذَلِك عَنهُ الْعقيلِيّ، وَضَعفه أَيْضا ابْن معِين.

وَبَعض هَذَا كَاف فِيمَن لم يوثقه أحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015