أبي الدَّرْدَاء، وَلَيْسَ هَذَا الْآن بمقصود، فَإنَّا قد فَرغْنَا من التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي الْبَاب الْمَعْقُود لذَلِك ولأمثاله من الْقسم الأول من هَذَا الْكتاب.

وَالْمَقْصُود بَيَانه الْآن، هُوَ أَن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء هَذَا، سكت عَنهُ متسامحا فِيهِ، لِأَنَّهُ من رغائب الْأَعْمَال، فَوَجَبَ بَيَان أمره، ليعلم أَنه لَيْسَ من الصَّحِيح.

قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، حَدثنَا عبد الله بن دَاوُد، قَالَ: سَمِعت عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة، يحدث عَن دَاوُد بن جميل، عَن كثير بن قيس، قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ أبي الدَّرْدَاء، فَذكر الحَدِيث.

دَاوُد بن جميل وَكثير بن قيس، لَا يعلمَانِ فِي غير هَذَا الحَدِيث، وَلَا يعلم روى عَن كثير غير دَاوُد، والوليد بن مرّة، وَلَا يعلم روى عَن دَاوُد بن جميل، غير عَاصِم بن رَجَاء، وَقد نَص البزارعلى مَا قُلْنَا من هَذَا.

وَلما ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله قَالَ: " عَاصِم بن رَجَاء وَمن فَوْقه إِلَى أبي الدَّرْدَاء ضعفاء، وَلَا يثبت ".

وَقَالَ أَيْضا: " دَاوُد بن جميل مَجْهُول ".

وَزِيَادَة إِلَى هَذَا اضْطِرَاب عَاصِم بن رَجَاء فِيهِ، فَعنده فِي ذَلِك ثَلَاثَة أَقْوَال:

أَحدهَا: قَول عبد الله بن دَاوُد هَذَا الَّذِي تقدم.

وَالثَّانِي: قَول أبي نعيم: عَن عَاصِم بن رَجَاء، عَمَّن حَدثهُ عَن كثير بن قيس.

وَالثَّالِث: قَول مُحَمَّد بن يزِيد الوَاسِطِيّ: عَن عَاصِم بن رَجَاء، عَن كثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015