قَالَ: سَأَلت مُحَمَّدًا، قلت / لَهُ: أَبُو الزبير سمع من عبد الله بن عَمْرو؟ قَالَ: قد روى عَنهُ، وَلَا أعرف لَهُ سَمَاعا مِنْهُ.
وَهَذَا من البُخَارِيّ على أَصله فِي التماسه بَين المتعاصرين السماع لشَيْء مَا وَإِن قل، بِحَيْثُ يعلم أَنَّهُمَا التقيا، وَحِينَئِذٍ يحْتَج بِمَا يروي أَحدهمَا عَن الآخر مُعَنْعنًا، ويشتد الْأَمر فِي مثل هَذَا، لما علم من تَدْلِيس أبي الزبير.
(1406) وَذكر من طَرِيق التِّرْمِذِيّ عَن أبي أُميَّة الشَّعْبَانِي، قَالَ: أتيت أَبَا ثَعْلَبَة فَقلت: كَيفَ يصنع بِهَذِهِ الْآيَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا عَلَيْكُم أَنفسكُم} فَقَالَ: أما وَالله لقد سَأَلت عَنْهَا خَبِيرا، سَأَلت عَنْهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: " ائْتَمرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهوا عَن الْمُنكر " الحَدِيث.
وَقَالَ فِيهِ: حسن غَرِيب.
وَلم يبين أمره، وَذَلِكَ أَن أَبَا أُميَّة - واسْمه مُحَمَّد - شَامي، لَا تعرف حَاله، وَلَا يعرف روى عَنهُ غير عَمْرو بن جَارِيَة اللَّخْمِيّ.
وَعَمْرو بن جَارِيَة أَيْضا لَا تعرف حَاله، وَلَا يعرف روى عَنهُ غير عتبَة بن أبي حَكِيم.
وَعتبَة مُخْتَلف فِيهِ، فَابْن معِين يُضعفهُ، وَغَيره يَقُول: لَا بَأْس بِهِ.
(1407) وَذكر من طَرِيقه أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: