عن سفيان بن عيينه قال: قالت أم طلْق لابنها طلْق: ما أحسن صوتَك بالقرآن فَلَيْتَه لا يكون عليك وبالاً يوم القيامة، فبكى حتى غُشِيَ عليه. إنتهى.
هكذا تكون مراقبة الإله بإخلاص القول والعمل، والخوف من الوقوع في الخطأ والزلل، إنه لا يكفي صوت جميل، لتلاوة التنزيل، فالشأن بالإخلاص للجليل، وفي زماننا يُظن أن تحصيل الشارات والمناصب كاف للزكاء شاهد بالتقى.
قالت ابنة أم حسّان الأسدية لسفيان الثوري: ياسفيان كفى بالمرء جهلاً أن يُعجب بعلمه، إنتهى.
يقولون: الإعجاب حجاب، وينشأ من اسْتكثار العمل واسْتحسانه جهلاً بمعرفة رب الأرباب، قال يحيى بن معاذ الرازي: عملٌ كالسّراب، وقلب من التقوى خراب، وذنوب بعدد الرمل والتراب.
ثم تطمع في الكواعب الأتراب، هيْهات أنت سكران بغير شراب، ما أكملك لو بادرت أمَلَك، ما أجَلَّك لو بادرت أجلك، ما أقواك لوْ خالفت هواك.