ولقد كان نقمة سلمان العودة شديدة على بقايا أهل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لإنكارهم هذه التعاليم الحادثة وإنكارهم دوران الأرض وطلب العلم للدنيا والرئاسة وغير ذلك من المنكرات فقد صَبّ جام غضبه عليهم في كتابه المشئوم: (المسلمون بين التشديد والتيسير) فوصفهم بالغلو والتشديد والتنطع وغير ذلك، والذي يُقارنه مع بيانه التعايشي مع الأمريكيين يعلم كيف يكون الزيْغ.
ومن يجالس ردي الطبع يَرْدَ به
كصاحب الكير إن يَسلم مجالسه
والمرء يخبث بالأشرار يصحبهم
فالماء صَفْوٌ طهورٌ في إصالته ... ونالَهُ دنس من عرضه الكدرِ
من نَتْنِهِ لم يُوَقَّ الحرق والشرر
ولو غدى أحسن الأخلاق والسِّيَر
حتى يُجاوِرُه شيء من الكدر
الجليس يؤثر تأثيراً ظاهراً بجليسه، والناس يُعتبرون بأقرانهم، وكم من صبي كانت نشأته في صلاح فخالط من لم يتربّ تربيته بل هو شِرير نشأ في بيت أشرار فأصابته منه العدْوى، وهذا في زماننا صار من أخطر الأمور لكثرة الأشرار والمخالطة في التعليم.