وخرج في الصائفة (?) وفي مجلس من المجالس في الطريق بعث إليه الأمير: أن أئتنا حتى نسائلك وتحدثنا، فكتب إليه:

معاذ الله، أدركتُ أهل العلم لا يحملون الدين إلى أهل الدنيا، فلن أكون بأول من يفعل ذلك، فإن كان لك حاجة فأبْلغنا.

فجاء إليه وسأله واستمع منه ثم قال: لقد ازددت علينا بهذا كرامه.

قال أبو الحسن عبد العزيز الجرجاني:

ولوْ أن أهل العلم صانوه صانَهم

ولكن أهانوه فهانوا ودنّسوا ... ولوْ عظموه في النفوس لعُظّما

محيّاه بالأطماع حتى تجهما

إذا كان محيّا العلم يتجهم بالأطماع فكيف بما نحن فيه؟

وقال أبو حازم: إذا كنت في زمان يُرضى فيه بالقول عن العمل فأنت في شر ناس وشر زمان. انتهى

إن علم الوقت يُرضى فيه بالقول عن العمل.

سُئل الحسن البصري عن عقوبة العالِم إذا آثر الدنيا؟ فقال: موت قلبه.

قال وهب بن منبه: كان في بني إسرائيل رجال أحداث الأسنان قد قرؤا الكتب وعلموا علماً وأنهم طلبوا بقراءتهم وعلمهم الشرف والمال وأنهم ابتدعوا بها بدعاً أدركوا بها المال والشرف فضلوا وأضلوا. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015