أكَفى الصحابة أم تراه مقصِّراً ... وحظيتَ أنتَ بكامل العرفان
هو ليس يرضى أن يُشَرَّك غيره ... لا في الكبير ولا الحقير الداني
رَبِّى الصحابة وحده بالوْحْي لم ... يَشْركُهُ فرْدٌ من بني الإنسان
والعلم قال الله قال رسوله ... فيه الكمال ودونما نقصان
يهدي العباد لغايةٍ خُلقوا لها ... وهو الدليل لِتائهٍ حيران
هو علمنا هو عِزّنا هو ديننا ... ليس الظلام كصُبْحنا النوراني
مَن زاحم العلم الشريف بغيره ... فهو الجهول بربه الديان
فاعجب لِقوم كيف ضاع رشادهم ... بمتابعات مسالك الكفران
قُذَذُ السهام تشابهت في نَحْتها ... فاعجب من المتبوع بالإذعان
شبراً بشبرٍ والذراع مُطابقٌ ... يامعجزات أفصحت بمعاني
مستقبل زعموه وهو مخالفٌ ... لسبيل من قد جاء بالفرقان
هُوَ جاء بالبشرى لِسالك نهجه ... ونذارةٍ لمسالك الطغيان
مستقبل السُّنِّيِّ نهْج نبيِّه ... وسِواهُ ليس طريق ذي الإحسان
أعْظِمْ بجنة ربنا وبنارِهِ ... مستقبل أعْظِمْ به من شان
صُرِفَتْ قلوب القوم عن غاياتها ... وتعلّقتْ بالمطلب السُّفْلاني
وإذا رأيت دروس أصغرهم ترى ... مثل المجلة رَبَّةَ الهذيان
صور مُلَوّنَةٌ بها تلفازهم ... وكذاك مذياع مَعَ الشّرطان
وذوات أرواح بكل صحيفة ... من كل إنسان ومن حيوان
جَمْعٌ خليطٌ تَلْتَقِيه مخالِطاً ... لصحائف التنزيل والقرآن
هذي علوم الشؤم جاءت كلها ... من عالَمٍ يهدي إلى الكفران