يقال في هذه العلوم الحديثة: إعداد القوة ويُستدل على ذلك بقوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، والذي لا شك فيه أن الأصل الأصيل الذي يُبدأ به ويُصان ويحافظ عليه هو قوة الإيمان التي مع فقدها لا يغني شيء ومع ضعفها تحفّ الأخطار وليس المراد بقاء المسلم أعزلاً ولا أيضاً اعتماده على مالا يصلح وليس فيه نكاية بالعدو بدعوى التمسك بالقديم. فكل هذا غير مراد، وإنما المراد النظر في الأساليب المتخذة في هذا الزمان وأنه من أعظم أسباب التخلف والانقطاع عن الله الانشغال بهذه الطريقة الشمولية في قشور ملهية وشاغلة بل ومؤذية بل ومذهبه للإيمان أو أحسن أحوالها أنها مضعفه له.
هل يلزم كل فرد أن يعرف عناصر المواد وتركيبها وتغيراتها واستحالاتها وأصولها وفروعها وكيف نشأت وتكوّنت وبلدانها وكمياتها وكيفياتها إلى غير ذلك مما هو مفسدة ومشغلة، ألا يكفي معرفة اسم الأداة وكيفية تصريفها لغرضها الذي هُيِّئت له بشرط أن يكون المراد أن تكون كلمة الله هي العليا؟ فتفرغ القلوب لما خلقت له وتكون أواني نظيفة لتستقبل ما هيئت وأُعدت له.