1 - إقرار فكرة الحذف في الكتاب، وأنه حذف لكثير من كلمات وفقرات الأحاديث النبوية.

2 - إنّ المُعَوَّلَ عليه في استعمال بعض الكلمات وإهمال البعض الآخر، هو أهمية تلك الكلمات ـ عند فنسنك ـ أو كثرة شيوعها ـ كما يراه ويتكام ـ وهما أمران خاضعان للرأي، ولا يمكن اعتباره عَمَلاً عِلْمِيًّا دَقِيقًا. إذ قد يكون بمقدورنا ـ أحيانًا ـ أن نحكم أن لهذه اللفظة أهمية ما، أو أنها أكثر شُيُوعًا من غيرها. لكننا لن نتمكن من الحكم ـ في كل الأحيان ـ على كثير من الكلمات بأنها تفوق غيرها من حيث الأهمية والشيوع والاستعمال. ويمكن توضيح ذلك بمثالين:

أحدهما: حديث أخرجه مسلم في " صحيحه " [6، مج 2، ص 1010] ولفظه «ما بَيْنَ بَيْتي ومِنْبَري رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجنّة». وهو يتضمن عَدَدًا من الكلمات، ولا أرى الحكم على إحداها بأنها أكثر شُيُوعًا، أو أقل أهمية من الباقيات إلا تَحَكُّمًا لا يسعفه دليل. والملاحظ هنا أن كلمة «الجَنَّة» هي الكلمة الوحيدة التي استخدمها " المعجم " [5، ص 309] ولم يستخدم أَيًّا من الكلمات الأخرى، مع إمكانية أن تكون كلها أكثر أهمية وأقل شُيُوعًا من كلمة «الجَنَّة».

ثانيهما: حديث " الدارمي " [7، مج 2، ص 104] «عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَحُجَّ لِلَّهِ مَاشِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مُرْ أُخْتَكَ فَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَرْكَبْ، وَلْتَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ». وعند النظر في " المعجم " نجده أخرج الحديث عند أربع كلمات فقط هي: (نذرتْ)، (تَحُجَّ)، (وَلْتَرْكَبْ)، (وَلْتَصُمْ). ولم يتعرض لأي من الكلمات الأخرى مع أَنَّ بعضها ـ فيما يبدو ـ أكثر أهمية أو أقل شُيُوعًا من الكلمات المستعملة وخاصة الكلمات: (مَاشِيَةً)، (مُخْتَمِرَةٍ)، (أُخْتِي)، (أُخْتَكَ)، (مُرْ).

فإذن ليس هناك ضابط مُحَدَّدٌ وَدَقِيقٌ لتقدير الكلمات الأكثر أهمية وَشُيُوعًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015