وعن ابن عباس أنه قال:أحبب في الله،وأبغض في الله،وعاد في الله،فإنه لا تنال موالاة الله إلا بذلك،ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك.
قال:ولقد صارت عامة مؤاخاه الناس على أمر الدنيا،وذلك لا يجدي علىأهله،ثم قرأ ابن عباس: " الأخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين "،وقرأ: " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادٌ الله ورسوله " ألآية.
قال المغيرة بن شعبة:النّازل للإخوان منزول.
قال اامنصور لإسحق بن مسلم العقيلي:ما بقي من لذّتك؟ قال:أخٌ أشتهي معه طول السهر،ودابةٌ أستهي معها طول السّفر.
قال جعفر بن محمد:حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم.
كان يقال:أنصح الناس لك من خاف الله فيك.
قال موسى بن جعفر:من لك بأخيك كلّه،لا تستقص عليه فتبقى بلا أخ.
كان يقال:الأخوّة قرابةٌ مستفاده.
كان يقال:ما شئٌ أسرع في فساد رجل وصلاحه من صاحبه.
ذكر الرياشي،عن الأصمعى،قال:ما رأيت شعراً أشبه بالسنة من قول عديّ بن زيد:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكلّ قرين بالمقارن مقتدى
وصاحب أولى التّقوى تنل من تقاهم ... ولا تصحب الأردى فتردى مع الرّدى
وقال أبو العتاهية:
من ذا الذي يخفي عليك ... إذا نظرت إلى قرينه
قال الخوارزمي:
لا تصحب الكسلان في حاجاته ... كم صالحٍ بفساد آخر يفسد
عدوي البليد إلى الجليد سريعةٌ ... والجمر يوضع في الرماد فيخمد
كان سفيان بن عيينة يتمثل:
لكلّ امرئٍ شكلٌ يقرّ بعينه ... وقرة عين الفسل أن يصحب الفسلا
وقال صالح بن جناح:
وصاحب إذا صاحبت حراً مبرّزا ... يزين ويزرى بالفتى قرناؤه
وقال سهل الوراق:
تخيّر قريناً لا يعيب فإنّه ... يقاس لعمري بالقرين قرينه
وشرّ خدين قاطعٌ لخدينه ... إذا حاد يوماً عن هواه خدينه
وقال آخر:
إن النّديم وإن الكأس صيّرني ... كما تراني سليب العقل والدين
قالوا: من أراد أن يدوم له ودّ أخيه،فلا يمازحه، ولا يعده موعداً فيخلفه.
أوصى رجلٌ ابنه فقال: يابنىّ! اصحب من إذا غبت عنه خلفك، وإن حضرت كنفك، وإن لقي صديقك استزاده لك، وإن لقي عدوّك كفّه عنك.
وقال بعضهم: لا تؤاخ شاعراً، فإنه يمدحك بثمن، ويهجوك مجاناً.
لابن أخي زرّ بن حبيش:
وما استخبأت في رجل خبيئاً ... كدين الصّدق أو حسب عتيق
كان من كلام خالد بن صفوان: اصحب من إن صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن أصابتك فاقة مانك، وإن رأى حسنة عدها، وإن رأىسيئة كتمها وسترها، لا تخاف بوائقه، ولاتختلف طرائقه.
قال أبو العتاهية:
لك الخير إنّي ناصحٌ لك فاسمع ... طمعت من الإنسان في غير مطمع
طمعت من الإنسان في صفو ودّه ... ألا ليس يصفو ذو طبائع أربع
خذ العفو من كلّ امرىءٍ سمت ودّه ... وإن ضاق عما سمته فتوسع
ولأبي العتاهية أيضاً:
ياربّ خدن كنت آمن غيبه ... أصبحت تنطف في يديه جراحي
سلحته ليردّ بأس عدوّه ... فعدا علىّ فبزّني بسلاحي
وقال العاقولي:
من يكرم الناس يكرموه ... ومن يهنهم يجد هوانا
ومن يقل عثرة يقلها ... ومن يعن لم يزل معانا
كان أخا صاحباً زمانا ... فمال عن وصلنا وخانا
تاه علينا،وصدّ عنّا ... فما نراه ولا يرانا
وقيل لخالد بن صفوان:أيّ إخوانك أحب إليك؟ قال:الذّي يغفر زللي،ويقبل عللي،ويسدّ خللي.
قال المأمون:الإخوان على ثلاث طبقات:فإخوان كالغذاء لا يستغنى عنهم أبدا،وهم إخوان الصّفاء، وإخوان كالدواء يحتاج إليهم في بعض الأوقات،وهم الفقهاء،وإخوان كالدّاء لا يحتاج إليهم أبدا، وهم أهل الملق والنفاق لا خير فيهم.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اصحب من ينسى معروفه عندك،ويذكر حقوقك عليه.