فإذا كان كل مسلم مسئول عن معتقداته وأفكاره وأعماله مسئولية فردية أمام الله، فإن كل راع مسئول مسئولية فردية عن رعيته، والإسلام ينبذ الأنانية ولا يقيم أي وزن للنعرات العرقية أو العنصرية أو الطبقية أو اللونية ... ويحث الإنسان على التعاون ... وتعاونوا على البر والتقوى، ويقول عليه السلام: "الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله". وتقوم جماعية الإسلام استنادًا إلى أساسين هما: وحدة الأصل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} الآية [النساء: 1] . وكل البشر لآدم وآدم من تراب بالإضافة إلى النفخة الإلهية ووحدة العقيدة، وهذا هو ما نادى به كل الرسل {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلام} [آل عمران: 18] . {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه} [آل عمران: 85] . {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك} [البقرة: 128] . وتؤكد التربية الإسلامية على أهمية القدوة والوسط الاجتماعي في تنشئة الفرد، واهتمت بتكوين العادات الحسنة منذ النشأة الأولى للطفل بمخالطته للنماذج الطبية، وإبعاده عن قرناء السوء، فمثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كبائع المسك ونافخ الكير. واهتمت التربية بالوسط الأسري لأهمية دوره في الحفاظ على نقاء الإنسانية.