وقبائل وشعوبًا بالتعارف والاحتكاك ثقافيًّا، والتعاون على البر والتقوى وتحقيق الاستفادة المتبادلة من خبرات بعضهم البعض: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم} [الحجرات: 13] .

رابعًا: أعلى الإسلام من قيمة العمل باعتباره أنه السبيل إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى، وهو الوسيلة إلى إشباع حاجات الإنسان المشروعة وهو السبيل إلى تعمير الأرض والتنمية في كل المجالات والعمل الذي يعلي الإسلام قدره ويرفعه إلى مراتب العبادة، وهو ذلك العمل المشروع البعيد عن الانحرافات، والعمل المتقن الذي يخلص فيه العاملون. وقد وصف الله نفسه بأنه صانع يتقن صناعته كما يتقن كل شيء ويحسن كل شيء خلقه {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء} [النمل: 88] ويقول تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه} [السجدة: 7] . ويقول عليه الصلاة والسلام: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، ويلاحظ في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى يقرن في الكثير من المواضع بين الإيمان والعمل الصالح: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} والعمل الذي يقصده الإسلام يتسع ليشمل العمل العقلي والعمل اليدوي المقترن بالتفكير معًا وهما السبيل الصحيح للتنمية يقول تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولي الأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191] . وتحض التوجيهات النبوية الشريفة على عمل اليد: "ما من نبي إلا وكان يأكل من عمل يده، وكان نبي الله داود يأكل من عمل يده".

"من بات كالًّا من عمل يده، بات مغفورًا له".

وليس من المصادفة أن جميع أنبياء الله كانوا من العاملين إعلاء لقيمة العمل وتقديرًا لأهله، فيروى أن نوحًا كان نجارًا وإدريس خياطًا وموسى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015