وقد شجع الإسلام على العمل بكافة أنواعه -العمل العقلي والعمل اليدوي- في وقت كان العمل اليدوي حرفة وضيعة لدى الأمم القديمة كاليونان والرومان، وقد غير الإسلام من وضع العمل والعاملين وقيمتهم حيث أضفى على العمل بكل أنواعه قيمة كبرى وصلت به إلى حد العبادة. قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً} [فصلت: 33] ، وقال تعالى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [المزمل: 20] ، وقد ورد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- العديد من التوجيهات الكريمة التي توضح قيمة العمل، وأن الكسب الذي يكسبه الإنسان من عمله هو أشرف أنواع الكسب وأشار عليه السلام إلى يد رجل تورمت من قسوة العمل بأنها يد لا تمسها النار وأنها يد يحبها الله ورسوله. وقد وسع عليه الصلاة والسلام من مفهوم الخروج في سبيل الله، فمن يخرج للسعي على أولاده الصغار فهو في سبيل الله، ومن يخرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان قد خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان.