أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل. فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم. إني صائم)) (?).
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) (?).
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: ((إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء)) (?).
أهلُ الخصوصِ من الصُّوامِ صومهمُ ... صون اللسانِ عن البهتانِ والكذبِ
والعارفون وأهلُ الأنسِ صومهمُ ... صون القلوبِ عن الأغيارِ والحُجُبِ
ثم اجتهد أن تفطر على طعام حلال، ولا تستكثر فتزيد على ما تأكله كل ليلة لأجل صيامك، فلا فرق إذا استوفيت ما تعتاد أن تأكله دفعتين في دفعة واحدة، وإنما المقصود بالصيام كسر شهوتك وتضعيف قوتك؛ لتقوى بها على التقوى.
فإذا أكلت عشية ما تداركت به ما فاتك ضحوة فلا فائدة في صومك، وقد ثقلت عليك معدتك وما وعاء يملأ أبغض إلى الله تعالى من بطن ملئ من حلال، فكيف إذا ملئ من حرام.
واعلم أن ((للصوم تأثيرًا عجيبًا في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها.