ولهذا صح عزمي أن أقدم كتاب "بداية الهداية" للإمام الغزالي (رحمه الله) للمكتبة الإسلامية بعد تهذيبه مما علق به من أحاديث لا تصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أكثرها!، ومن أقوال وأفعال استحسنها الإمام وارتآها وقال أهل العلم: لا دليل عليها. وأضفت إلى ذلك مما صح ما يغني عنها، بل ويربو عليها.
وقد بذلت جهدًا أحتسبه في تخريج الأحاديث التي أوردتها، وهي - إن شاء الله - ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برمتها، وفيها غنية عن غيرها، لمن أراد أن يزكي نفسه ويرقق قلبه بها، لا بالأحاديث المكذوبة الموضوعة، ولا الآثار والقصص المفتعلة المختلقة المصنوعة؛ فإن الله لم يجعل شفاء أمة محمد فيما حرم عليها.
ولم ألتزم ذكر ألفاظ الإمام بعينها، بل قد أذكرها بالمعنى، وزدت في متن الكتاب أشعارًا وآثارًا أشبه بمستطاب الجَنَى، فضلاً عن حواشي أرى أن ليس عنها غنى (?).
وبعد هذا أذكرك أخي بقول أبي القاسم الحريري (رحمه الله) في "ملحة الإعراب":
إن تجد عيباً فسد الخللا ... فجل من لا يسهو وعلا
((فإني من بعد ذلك موقن بالقصور بين أهل العصور، معترف بالعجز عن
المَضَاء في مثل هذا القضاء، راغب من أهل اليد البيضاء، والمعارف المتسعة الفضاء، النظرَ بعين الانتقاد لا بعين الارتضاء، والتغمد لما يعثرون عليه بالإصلاح والإغضاء؛ فالبضاعة بين أهل العلم مزجاة، والاعتراف من اللوم منجاة، والحسنى من الإخوة مرتجاة)) (?).
وأنا سائل أخًا انتفع بشيء من هذا الكتاب أن لا يغفل عن دعوة بظهر الغيب للإمام الغزاليّ، وكذا لي ولوالديّ، ولأصحاب الحقوق عليّ، وليبشر؛ فقد قال