البدر يحكيك لولا تثنيك ... وأنت جنة الصديق لولا تجنيك
لم يلق نعما ونعيم ... من لم يلاقك
حملتني كل عظيم ... يوم فراقك
وإن لي دنيا قديم ... على عناقك
بالضم اجنيك للصدر ادنيك ... لأن لي قلب رقيق عساه يعديك
رأيت ربعاً من بعيد ... قد كنت تأويه
ثوى به الحسن الجديد ... إذ أنت ثاويه
وزهرة الدر النضيد ... لا بل دراريه
فخرت تشكيك فهل معانيك ... خلعتها روضاً أنيق على معانيك
أهواك معسول القبل ... تحلو وتحلي
يملأ عينيك الكحل ... من غير كحلي
وأنت روضة الأمل ... فكيف قل لي
أترك تجنيك وعاذلي فيك ... في فمه مسك سحيق لما يسميك
يعذلني ومادرى ... لحسن حالي
وأنني منك أرى ... كنه الجمالي
بكل شيء نشتري ... ولست غالي
بالروح يشريك من ليس يدريك ... فكيف من ذاق الرحيق والشهد من فيك
والبيت الذي فيه الخرجة المزجلة:
لما أتى وقد أبا ... يعطي وصاله
جردته من القبا ... مع الغلاله
فقال خلي ذا الصبا ... فقلت لا له
على آش نخليك وليش نداريك ... ما في الهوى قاطع طريق لا بد يغريك
فقلت: سبحان المانح، لقد حيرني أبو القاسم هبة الله بن سناء الملك، إن حكمت لتوشيحه بالتقديم لما فيه من الرشاقة والسهولة والانسجام وعذوبة الألفاظ أتى في تزجيله بشهود لا ترد.
ومن الغايات التي لا تدرك في الباب موشحة إبراهيم بن سهل الإشبيلي وهي هذه:
يا لحظات للفتن ... في كسرها أوفى نصيب
ترمي وكلي مقتلو ... وكلها سهم مصيب
اللوم للاحي مباح ... أما قبوله فلا
علقتها شمس صباح ... بما ارتعاه في الفلا
كالظبي ثغره أقاح ... ريقو طلا عيني طلا
يا ظبي خذ قلبي وطن ... فذاك في الأنس غريب
وارتع فدمعي سلسلو ... ومهجتي مرعى خصيب
من اللما والحور ... فيها الحياة والأجل
سقى رياض الخفر ... من خدها ورد الخجل
غرسته بالنظر ... وأجتنيه بالقبل
من نزعة الظبي الأغن ... وهزة الغصن الرطيب
يجري لدمعي جدولو ... فينثني منها قضيب
أأنت حورا أرسلك ... رضوان صدقا بالخبر
قطعت القلوب لك ... وقيل ما هذا بشر
ما كنه إلا ملك ... لكن بصورة القمر
حتى ترك في المحن ... أمر الهوى أمر عجيب
كأن عشقي مندل ... زاد بنار الهجر طيب
أهدت إلى نار العتاب ... برد اللمى وقد وقد
فلو لثمته لذاب ... من نفسي ذاك البرد
ثم لوت جيد كعاب ... ما خلته إلا الغيد
بطرفها الساجي وسن ... أسهر أجفان الكئيب
والردف فيه ثقل ... خف له عقل اللبيب
والبيت الذي فيه الخرجة المزجلة قوله:
أعربت عن وجدي البديع ... فراح وجدي معربا