وساورتكم الحروب بالليوث وقارعتكم الأيام بالجيوش وحمى عليكم الوطيس فيوماً تدعون من لا يجيب ويوماً تجيبون من لا يدعو وقد بسط باسطكم كلتا يديه يرى أنهما في سبيل الله فيد مقبوضة وأخرى مقصورة والرؤوس تنزو عن الطلى والكواهل كما ينقف التنوم فما أبعد نصر الله من الظالمين واستغفر الله مع المستغفرين.
أخبرنا محمد بن سعد قال أخبرنا السجستاني قال أخبرنا العتبي قال حدثني حماد بن النضر عن محمد بن الليث عن عطا قال قلت لفاطمة بنت عبد الملك أخبريني عن عمر بن عبد العزيز قالت أفعل ولو كان حياً ما فعلت إن عمر رحمه الله كان قد فرغ للمسلمين نفسه ولأمورهم ذهنه فكان إذا أمسى مساء لم يفرغ فيه من حوائج يومه دعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ثم صلى ركعتين ثم أقعى واضعاً رأسه على يديه تسيل دموعه على خديه يشهق الشهقة يكاد ينصدع لها قلبه أو تخرج لها نفسه حتى يرى الصبح وقد أصبح صائماً فدنوت منه فقلت له يا أمير المؤمنين ألشيءٍ كان منك ما كان قال أجل فعليك بشأنك وخلني بشأني فقلت إني أرجو أن أيقظ قال إذن أخبرك أنى نظرت فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها ثم ذكرت الفقير الجائع والغريب الضائع والأسير المقهور وذا المال القليل والعيال الكثير وأشياء من ذلك في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله عز وجل سائلي عنهم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيجي لا يقبل الله مني فيهم معذرة ولا تقوم لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة فرحمت والله يا فاطمة نفسي رحمة دمعت لها عيني ووجع لها قلبي فأنا كلما ازددت ذكراً ازددت خوفاً فأيقظي أودعي.
العباس بن بكار قال حدثنا أبو بكر الهذلي وعبد الله بن سليمان عن عكرمة وقال