بحربك عن وضع الأمور مواضعها وما سألتك من مالك شيئاً فتمن به إنما سألتك من حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا أتذكر علياً فض الله فاك وأجهد بلاءك ثم علا بكاؤها وقالت:
ألا يا عين ويحك أسعدينا ... ألا وأبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا ... وفارسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال أو احتذاها ... ومن قرأ المثاني والمئينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين ... رأيت البدر راع الناظرينا
ولا والله لا أنسى علياً ... وحسن صلاته في الراكعينا
أفي الشهر الحرام فجعتمونا ... بخير الناس طرا أجمعينا
قال فأمر لها بستة آلاف دينار وقال لها يا عمة أنفقي هذه فيما تحبين فإذا احتجت فاكتبي إلى ابن أخيك يحسن صفدك ومعونتك إن شاء الله.
قال أبو موسى عيسى بن مهران حدثني محمد بن عبيد الله الخزاعي يذكره عن الشعبي ورواه العباس بن بكار عن محمد بن عبيد الله قال استأذنت سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فأذن لها فلما دخلت عليه قالت هيه يا بنت الأسك ألست القائلة يوم صفين:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة ... يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر علياً والحسين ورهطه ... واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخوالنبي صلى الله عليه وسلم حمد ... علم الهدى ومنارة الإيمان