بلاغات النساء (صفحة 188)

وإن صبرت لا يخيب الصبر

قال ولما ركب محمد بن عبيد الله بن معمر الذي هرب إلى دمشق فمات على ثمانية أميال من دمشق وكان موته بحضرة عبد الله بن مروان فقالت امرأة على قبره:

ألا هلك الجود والنائل ... ومن كان يعتمد السائل

ومن كان يطمع في سيبه ... غني العشيرة والعائل

فمن قال خيراً وأثنى به ... عليك فقد صدق القائل

ثم قالت يا سيد العرب فزجرت وقيل تقولين هذا بحضرة أمير المؤمنين فقال عبد الله دعوها فقد صدقت وقالت صفية بنت الخزع التيمية:

قد غاب عنه فلم يشهد فوارسه ... ولم يكونوا غداة الروع يحزونه

نطاقة هند وان وجنته ... فضفاضة كأضاة النهي موضونة

فقد قتلنا شقاء النفس لو قنعت ... وما قتلنا به إلا إمرئ دونه

قال الأصمعي دخلت المقابر فإذا أنا بامرأة تنوح على زوجها وهي سافرة فلما رأتني غطت وجهها ثم كشفته فقالت:

لا صنت وجهاً كنت صائنه ... أبداً ووجهك في الثرى يبلى

يا عصمتي في النائبات ويا ... ركني القوي ويا يدي اليمنى

وقالت ابنة عيينة ترثي أباها:

تروحنا من اللعاب قصراً ... فاعجلنا الآله ان تؤوبا

على مثل ابن مية فأنعياه ... يشق نواعم البشر الجيوبا

وكان أبو عيينة شمرياً ... ولا تلقاه يدخر النصيبا

ضروباً باليدين إذ اشمعلت ... عوان الحرب لا ورعاً هبوبا

أنشدنا ثعلبي لامرأة من طي:

دعا دعوة عند الشرا آل مالك ... ومن لا يجب عند الحفيظة يكلم

الشرا موضع والحفيظة الغضب ويكلم بجرح وهو هنا كناية عن الغلب والقتل

فيا ضيعة الفتيان اذ يقتلونه ... ببطن الشرا مثل الفنيق المسدم

الفنيق الفحل المنعم. والمسدم المشدود الفم

أما في بني حصن من ابن كريمة ... من القوم طلاب التراب غشمشم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015