ركن جدار لسقط
إذا رآها الأمرد البرك ضرط ... أو صادفت جارية ذات نقط
ظلت تفرى جلدها من الفرط ... ولم تسمع حفظ رحلها من الفلط
وقال امرأة تزوجت غلاماً غراً فقالت:
ويلك يا سلمى رأيت بعلي ... شنظيرة انكحنيه أهلي
غشمشماً يحسب رأسي رجلي ... لم يدر نيك النساء قبلي
" قالت جارية " من الأعراب في زوجها وزوج أختها:
أسيود مثل القرد لا خير عنده ... وآخر مثل الهر لا حبذاهما
يشينان وجه الأرض إن يمشيا بها ... وتخرى إذا ما قيل من فاهما
" يقول الشارح " وقد ورد في الأصل بعد الخبر السابق خمسة أبيات لامرأتين يذما زوجيهما وقد سبق ورودها قبل ذلك فأغفلناها الآن تفادياً من التكرار " ولبعض " المحدثات تذم زوجها:
يا من يلذذ نفسه بعذابي ... ويرى مقارنتي أشد عذاب
مهما يلاقي الصابرون فإنهم ... يؤتون أجرهم بغير حساب
لو كنت من أهل الوفاء وفيت لي ... إن الوفا حلى أولي الألباب
ما زلت في استعطاف قلبك بالهوى ... كالمرتجي مطراً بغير سحاب
يا رحمتي لي في يديك ورحمتي ... لي منك يا شيناً من الأصحاب
يا ليتني من قبل ملكك عصمتي ... أمسيت ملكاً في يد الأعراب
هل لي إليك إساءة جازيتها ... إلا لباسي حلة الآداب
ومما تخيرناه في المنثور والمنظوم وبدأنا في هذا الجزء بأخبار ذوات الرأي منهن والجزالة وجواباتهن المسكتة وأحاديثهن الممتعة أي ويبدأ الآن مقاماتهن وأشعارهن قال أبو عبيد الله محمد بن زياد الإعرابي حدثنا خالد بن الحارث ومعاذ بن معاز وعفان بن مسلم ويعقوب