بلاغات النساء (صفحة 110)

له أنها ظالمة فردها إليه " الأصمعي " قال أخبرني يزيد بن ضبة مولى ثقيف قال مرت أعرابية بنادي قومٍ من بني عامر وفيهم غلام حديث السن ظريف فنكس الكوم رؤوسهم وجعل الغلام يرمقها فدنت منهم فمازحتهم وأقبلت على الغلام فقالت:

شهدت وبيت الله أنك طيب الثنايا ... وأن الخصر منك لطيف

وأنك مشبوح الذراعين خلجم ... وإنك إذا تخلو بهن عنيف

وإنك نعم الكمع في كل حالة ... وانك في رمق النساء عفيف

نمتك إلى العليا عرانين عامر ... وأعمامك الغر الكرام ثقيف

أناسٌ إذا ما الكلب أنكر أهله ... فعندهم حصنٌ أشم منيف

لمن جاءهم يخشى الزمان وريبه ... رحيق وزاد لا يصان وريف

فبيت بني غيلان في رأس يافع ... وبيت ثقيف فوق ذاك منيف

وكان الذي يرمقها من بني معتب بن ثقيف وأمه إحدى بنات عامر بن جعفر بن كلاب. فقال لها زوجها من عنيت، قالت إياك، قال كذبت وبيت الله ما أنا الذي عنيت ولا خصري بلطيف ولا قتلتك أو لتخبريني، قالت الصدق يضرني عندك فأخذت عليه موثقاً أن لا يخبر به الناس فأعطاها ذلك فخبرته فطلقها وأفشى خبرها فقالت:

غدرت بنا بعد التصافي وخنتنا ... وشرمصاً في خلة من يخونها

وبحت بسرٍ كنت أنت أمينه ... ولا يحفظ الأسرار إلا أمينها

قال أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي حدثني داوود بن داوود قال كان لذي الإصبع العدواني أربع بنات وكن يخطبن فلا يزوجهن وكانت أمهن تأمره بتزويجهن وتقول إنهن يردن الأزواج فيسألهن فيستحين فيقلن لا نريد حتى خرج ليلة إلى متحدث لهن فاستمع عليهن وهن لا يعلمن فقلن تعالين فلنتمن ولتصدق كل واحدة منا فقالت الكبرى:

ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى ... حديث الشباب طيب الروح والعطر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015