وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , قَالُوا: أَنْبَأَنَا الأَنْجَبُ بْنُ أَبِي السَّعَادَاتِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ سُلَيْمَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: لَيَضْرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ.
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ وَإِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ , كِلاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ فِيهِ: حَسَنٌ.
فَوَقَعَ بَدَلا لَهُ عَالِيًا.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ.
فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا عَنْهُ جِدًّا، لَكِنَّهُ قَالَ فِيهِ: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ بَدَلَ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَالصَّوَابُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ كَمَا رَوَيْنَاهُ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ: إِنَّ عَالِمَ الْمَدِينَةِ الْمُشَارَ إِلَيْهِ هُوَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَهُ مَالِكًا
وَهَذَا اللَّفْظُ إِشَارَةٌ إِلَى غَيْرِهِ أَيْضًا مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ أَئِمَّةِ زَمَانِهِ.
وَالظَّاهِرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ، أَوْ هُوَ الصَّوَابُ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّهُ لا يُعْلَمُ بَعْدَ عَصْرِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ