ألا قد هجرنا واتصل الوصل ... وباتت ليالي البين واشتمل الشمل
أضحى الفراق رفيقاً لي يواصلني ... بالبعد والشجو والأحزان والكمد
وبالوجوه التي تبدو فأنشدها ... وقد وضعت على قلبي يدي بيدي
إذا رأيت وجوه الطير قلت لها ... لا بارك الله في الغربان والصرد
سمع بمصر: أبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن النحاس البزاز وطبقته وسمع أبا نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران الأصبهاني وطبقته ودخل الأندلس وحدث بها، سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي المحمدي وغيره ومات [بعد] الخمسين وأربعمائة غرقاً فيما يذكر.
أديب شاعر كثير القول، كان يقرأ عليه الأدب، ذكره الحميدي وقال أنشدني من شعره:
وما الأنس بالأنس الذين عهدتهم ... بأنس ولكن فقد أنسهم أنسى
إذا سلمت نفسي وديني منهم ... فحسبي أن العرض مني لهم ترسى
وطبنة بلد من أرض الزاب في عدوة الأندلس. شاعر مكثر، وأديب مفتن، ومن بيت أدب وشعر وجلالة ورياسة كان في أيام الحكم المستنصر، قدم الأندلس في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وكان حافظاً للأخبار عالماً بالأنساب، ولي الشرطة.