والد أبي عبد الله فقيه مقرئ محدث مشهور يروى عن أبي عمران عيسى بن سليمان عن أبن أبي الربع عن علي بن عياش عن ابن مجاهد، وعن أبي الحسن علي بن خلف العبسي وابن كرز وأبي داود سليمان بن نجاح، يروى عنه ابنه وغيره، ولد عام اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفى في عام اثنتين وأربعين وخمسمائة بالمنكب عند خروجه من غرناطة بسبب الفتنة الطارئة فيها.
أقرأ بمرسية القرآن والعربية والحساب، وكان عارفاً قرأت عليه بها أشهراً، وخطب بجامع مرسية مدة وله تأليف من القراءات "محذول" لم يسبق إليه صرف إليه صنعة الحساب، وله أرجوزة عارض بها أرجوزة "ابن سيدة" وكان - رحمه الله - فاضلاً.
كان إذا خرج من منزله لا يلقى صغيراً أو كبيراً إلا وسلم عليه، أخبرني بعض أصحابنا أنه خطر عليه ذات يوم ومعه جماعة من الفتيان فسلم عليهم فقاموا كلهم إجلالاً للفقيه فوقف وأنشد:
لما مررت بمساجد جلساؤه ... أبناء قوم أمسوا الأفضالا
قاموا إلى ولست أكرم منهم ... عما ولا جداً ولا أخوالا
لكنهم نظروا إلى أحسابهم ... فأرتهم الإجلال والإجمالا
فقيه مشهور، توفى سنة عشر وخمسمائة.
أمير الأندلس بعد أبيه،