وعليه؛ فإن فعله صلى الله عليه وسلم دل على أن قوله: " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً"؛ إنما هو إرشاد إلى الأفضل، فيباح للمسلم أن يصلي بعد الوتر، ولا حرج عليه في ذلك.

ويؤكد هذا ما جاء عن ثوبان؛ قال: كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال: " إن هذا السفر جهد وثقل، فإذا أوتر أحدكم؛ فليركع ركعتين، فإن استيقظ، وإلا؛ كانتا له". أخرجه الدارمي وابن خزيمة وابن حبان. (?)

فدل ذلك على أن المقصود من الأمر بجعل آخر صلاة الليل وتراً أن لا يهمل الإيتار بركعة؛ فلا ينافيه صلاة ركعتين بعده؛ كما ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام وأمره (?) . والله أعلم.

وقد بوب ابن خزيمة رحمه الله على حديث ثوبان هذا بقوله: " باب ذكر الدليل على أن الصلاة بعد الوتر مباحة لجميع من يريد الصلاة بعده، وأن الركعتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد الوتر لم يكونا خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالركعتين بعد الوتر أمر ندب وفضيلة لا أمر إيجاب وفريضة" (?) اهـ.

(5-3) ما يقرأ في الوتر

يشرع للمسلم أن يقرأ في الأولى من الوتر: {سبح اسم ربك الأعلى} ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015