يا صاحبي ومتى نشدت محافظا ... في الودّ لم أزل المعني الناشدا (242 و)
أعددت بعدك للملامة وقرة ... وذخرت عندك بالصبابة شاهدا
ورجوت فيك على النوائب شدّة ... فلقيت منك نوائبا وشدائدا
أما الخيال فما نكرت صدوده ... عني وهل يصل الخيال الساهدا
سار تيمم جوشنا من حاجر ... مرمى كما حكم النوى متباعدا
كيف اهتديت له ودون مناله ... خرق تجور به الرياح قواصدا
ما قصّرت بك في الزيادة نية ... لو كنت تطرق فيه جفنا راقدا
عجبت لاخفاق الرجاء وما درت ... أني ضربت به حديدا باردا
ما كان يمطره الجهام سحائبا ... تروى ولا يجد السراب مواردا
وإذا بعثت الى السباخ برائد ... يبغي الرياض فقد ظلمت الرائدا «1»
كتب إلينا عبد الوهاب بن علي الأمين أن الخطيب أبا طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد أنشدهم قال: أنشدنا والدي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن مقلد ابن منقذ لنفسه:
أحبابنا لو لقيتم في مقامكم ... من الصبابة ما لاقيت في ظعني
لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا ... كالبرّ من أدمعي ينشق بالسفن
أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنشدنا أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الأسدي إملاء من حفظه بحلب، وأنبأنا صقر بن يحيى بن صقر عن الخطيب هاشم قال: أنشدني والدي من لفظه قال: أنشدني القاضي أبو يعلى ابن أبي حصين لنفسه:
بانوا فجفن المستهام قريح ... يخفي الصبابة تارة ويبوح