إنما هذه المذاهب أسباب ... لجذب الدنيا إلى الرؤساء

عرض القوم لا يرقون لدمع ... الشمّاء والخنساء «1»

كالذي قام يجمع الزّنج بالبصرة «2» ... والقرمطي بالأحساء «3»

وأول الأبيات:

يا ملوك البلاد فزتم بنسىء «4» العمر ... والجور شانكم في النّساء

ما لكم لا ترون طرق المعالي ... قد يزور الهيجاء زيّ النّساء «5»

يرتجي الناس أن يقوم إمام ... ناطق في الكتيبة الخرساء

كذب الظنّ لا إمام سوى العقل ... مشيرا في صبحه والمساء

فإذا ما أطعته جلب الرّحمة ... عند المسير والإرساء

ثم يقول: «إنما هذه المذاهب» الأبيات الثلاثة، فأي بأس بهذا الشعر، وهل أتي القوم إلا من ضعف الخيزة «6» وسوء الفكر.

قرأت بخط الإمام أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني: سمعت الشيخ أبا الطيب سعيد بن إبراهيم بن سعيد الأندلسي يقول: سمعت عبد الحليم بن عبد الواحد بسفاقس (162 و) يقول: قدم بعض أهل الأدب من المشرق إلى إفريقية، فسأله الحسن بن رشيق عن أبي العلاء المعري وقال: أنشدني شيئا من شعره، فأنشده القصيدة التي أولها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015