يا حرّ من يعتذر من أن يلمّ به ... ريب الزمان فإني غير معتذر

يا حرّ أمسى سواد الرأس خالطه ... شيب القذال اختلاط الصفو بالكدر

يا حرّ أمست لبانات الصبى ذهبت ... فلست منها على عين ولا أثر

قد كنت أهدي ولا أهدى فعلّمني ... حسن المقادة أنى فاتني بصري

كان الشباب لجاجات وكنّ له ... فقد فرغت إلى حاجاتي الأخر

راميت شيبي كلانا قائم حججا ... ستين ثم ارتمتنا أقرب الفقر

راميته منذ راع الشيب فاليتي «1» ... ومثله قبله في سالف العمر

أرمي النحور فأشويها وتثلمني ... ثلم الإناء فأغدو غير منتصر

في الظهر والرأس حتى يستمرّ به ... قصر الهجار «2» وفي الساقين كالقتر

قالت سليمى ببطن القاع من سرح ... ولا خير في العيش بعد الشيب والكبر

واستهزأت تربها مني فقلت لها ... ماذا تعيبان منى يا ابنتي عصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015